الملتقى التربوي في مدرسة جالود الثانوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تدريس المهارات اللغوية

اذهب الى الأسفل

تدريس المهارات اللغوية Empty تدريس المهارات اللغوية

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 6:38 pm

تدريس المهارات اللغوية

إن الوضع الأمثل في تقديم المهارات اللغوية ألا نقدم للطالب مهارتين مختلفتين في وقت واحد؛ كأن ندربه على تركيب جمل جديدة من كلمات ليس للطالب سابق عهد بها، فتتشكل أمامه صعوبتان: فهم الكلمات المحدثة وبناء جمل جديدة؛ مما يربك الطالب ويُعجزه، ومن ثم لا تتحقق الأهداف التعليمية المنوط بها تدريس مهارات اللغة الأربع: الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة.

أولاً: مهارة الاستماع:
من المتعارف عليه في بدء تعلم اللغة الثانية أن الطالب لا يناسبه افتتاح طريقه التعليمي إلا بالاستماع إلى هذه اللغة الغريبة على سمعه؛ فإعمال حاسة السمع في أول الأمر له مقاصد شتى منها: أن يتعرف الطالب إلى النظام الصوتي للغة الجديدة وطبيعة الفوارق بينها وبين لغته الأم، وإزالة حاجز الرهبة سريعًا، والتعامل مع اللغة الوافدة بأسلوب أكثر تفعيلاً، عن طريق اكتشاف خصائصها الصوتية وتأمل الرموز والمقاطع وملاحظة المعلم حين ينطقها، فيكتسب الطالب قدرًا من الثقة تحفزه على المضي قدمًا، وأثبتت التجارب العملية أن استهلال التعلم بعرض مهارة القراءة أو الكتابة يضعف المردود ويزيد من صعوبات التعلم.

أهداف تدريس مهارة الاستماع:
أ) التعرف إلى الأصوات العربية والتمييز بينها.
ب) معرفة الحركات القصيرة والطويلة.
ج) التمييز بين الأصوات المتجاورة في المخرج والمتشابهة في النطق.
د) إدراك العلاقة بين الرموز المكتوبة ومسمياتها المنطوقة.
هـ) فَهم الظواهر الصوتية المختلفة كالتنوين والتشديد.
و) التقاط الأفكار الرئيسة وتمييزها عن الأفكار الثانوية.
ز) تخمين بعض معاني المفردات من خلال السياق وإيقاع المتحدث.
ح) محاولة إيجاد رابط معنوي بين أجزاء النص المستمع إليه.

خطوات عرض نص لفَهم المسموع:
بعد اختيار مادة مسموعة ملائمة لمستوى الطلاب، يقوم المعلم بتهيئة طلابه لدرس الاستماع، ويوضح لهم طبيعة ما سيستمعون إليه (حوار- مقال - فقرة - إعلان..... ).

أ) يؤمر الطلاب بإغلاق الكتب والاستماع إلى ما يتلى عليهم.

ب) عرض المادة الصوتية (مسجلة أو حية)، دون إسراع أو إبطاء، مع مراعاة نقاء الصوت ووضوح الحروف وصحة الضبط والعناية بالوصل والوقف، والنبر والتنغيم.

ج) مناقشة الطلاب فيما استمعوا إليه عن طريق توجيه أسئلة تستوعب النص (مشافهة أو كتابة).

د) بعد الاستماع والتدريب يقوم الطلاب بقراءة النص جهرًا وملاحظة ما أخطؤوا في فهمه وينقسم الاستماع إلى قسمين هما: الاستماع المكثف ويكون الهدف منه تدريب الطلاب على الاستماع إلى بعض عناصر اللغة كجزء من برنامج تعليم اللغة العربية؛ حتى ترتقي قدرة الطالب على استيعاب محتوى النص المسموع بصورة مباشرة، وهذا النوع من الاستماع لا يجري إلا تحت إشراف المعلم، وهو بذلك مخالف للنوع الثاني من الاستماع وهو الاستماع الموسع الذي يهدف إلى تدريب الطلاب على الاستماع إلى مواد سبق عرضها عليهم، مع تغيير طفيف في بعض المفردات والتراكيب، وكذلك الموقف الذي ستعرض فيه هذه المواد.

ثانيًا: مهارة الكلام:
عرَف الإنسان الكلام قبل أن يعرف الكتابة، والأسوياء من الناس يتحدثون لغاتهم الأم دون أدنى صعوبة، في حين أن نسبة لا يستهان بها منهم قد لا يجيدون الكتابة مطلقًا، والأطفال يجيدون استخدام اللغة في التواصل مشافهة قبل أن يتعلموا الكتابة في المدارس النظامية، فالكلام هو المظهر الرئيسي للغة، وأمَّا الكتابة فهي محاولة لتمثيله، وما زال بعض اللغات يمارس بصورته المنطوقة دون المكتوبة في عصرنا هذا في حياة الناس، واللغات إنما تتمايز بمدى قدرتها على الانتشار بين قاعدة من المتكلمين قابلة للاتساع المطرد، واللغة العربية يتواصل بها ملايين الناس في العالم، وهي مرشحة لبلوغ مكانة مرموقة بين سائر اللغات الأكثر تداولاً إذا ما عني بتدريس الجانب الشفهي منها على النحو الأمثل.

ولعل التركيب الحواري هو الأشهر بين القوالب الكلامية؛ إذ إنه يمد الطالب بألوان من الجمل والتعبيرات والألفاظ والأصوات التي يحتاج إليها الطالب في سياقات مختلفة، كما أن الطالب يضم بعض التركيبات النحوية في حواره؛ مما يعني أن هذا التدريب يمكن الطالب من ممارسة اللغة بمعظم عناصرها ومكوناتها التي تجري على لسانه؛ لكي يُنشئ عن طريقها جسورًا للتواصل مع الأفراد والجماعات.

إن المعلم يستهل حواره مع الطلاب بطرح الأسئلة المتعلقة بموضوعات الكتاب، ويتلقف إجاباتهم، ثم يختار من بينهم من يعرض النص الحواري في قالب سردي يتضمن أبرز ما جاء فيه، ثم يقسم الطلاب إلى مجموعات - تتألف المجموعة من طالبين أو أكثر - للقيام بأداء علني للحوار أمام بقيتهم بشكل مسرحي، ولا يليق بالمدرس مقاطعة هذه الأنشطة بقصد التوجيه أو التصويب؛ حتى لا يرتبك أي منهم أو يستثقل القيام بتلك التدريبات، بل عليه أن يشد من أزرهم ويبعث الثقة في نفوسهم، ويكثر من عبارات الثناء والمديح، ولا يمتعض من ضعف إمكانات طائفة منهم، وقد صادفت كثيرًا من الطلاب مصابين برهبة من ممارسة مهارة التحدث، وبذلت ما في وسعي لأزيل عنهم آثار ما حسبوه مرضًا مزمنًا لا علاج له؛ فمن غير المعقول أن يتعلم الطالب لغة جديدة، ويعجز عن التواصل بها.

إن أفضل طريقة لتعليم الطلاب مهارة الكلام هي أن نعرضهم لمواقف تدفعهم إلى التحدث، وهنا تبرز أهمية اختيار الموضوع الذي ستنعقد المحادثة حوله، والذي يجب أن يكون من أوسط ما يدرسه الطالب في المراحل التعليمية الأولى، فإذا اشتد عوده فتحت له الأبواب؛ لينطلق متحدثًا فيما يعن له، ففي تلك المرحلة يكون الطالب قد اكتسب القدرة على تحديد عناصر المحادثة واستدعاء المفردات والتراكيب الملائمة لها، ووضْع الجمل في سياقها الصحيح، وترتيب الأفكار التي سيتحدث عنها، والتعبير عنها في ضوء استيعابه لألفاظ اللغة ومبانيها الصرفية والنحوية.

ومن الضروري أن نشير إلى أن الخطوات الأولى في تعليم مهارة الكلام، تعتمد على طريقة السؤال والجواب، ويزداد عدد الجمل داخل الحوار الواحد بشكل تدريجي؛ ليتعرف الطالب على أنماط متنوعة من الأساليب كالاستفهام والأمر، والنهي والنداء والتعجب، ويدرك وظائفها جيدًا.

إن طريقة القوالب المعدة مسبقًا هي الأنسب لخلق أساس طيب لمهارة الكلام عند الطلاب، فهم سيكررون هذه القوالب ثم ينسجون على منوالها، فيتضح لهم شيئًا فشيئًا طبيعة تكوين الجملة العربية وبعض صورها.

ثالثًا: مهارة القراءة:
تعد القراءة المصدر الأساسي لتعلم اللغة العربية خارج الصف، وهي مهارة تحتاج إلى تدريبات خاصة ومتنوعة، وينبغي أن تقدم القراءة للطالب المبتدئ بشكل متدرج انطلاقًا من الكلمة المفردة، فالجملة ذات التركيب المبسط، ثم الجملة المركبة من مفردات أكثر، ثم يقرأ الطالب الفقرة التي تتألف من بعض الجمل المتحدة في سياقها، وبعدها ينتقل إلى النص الطويل المكون من عدة فقرات تنتظم تحت عنوان واحد وتتناول كل واحدة فكرة جزئية، ومن البدهي أن يعترض الطالب في بادئ الأمر صعوبات فيما يتعلق بالقراءة الجهرية؛ كالتمييز بين الحركات الطويلة والقصيرة، وكذلك الحروف التي ترد أحيانا صوائت وأخرى صوامت.

وللقراءة مهارتان أساسيتان؛ هما: التعرف، والفهم، ويقصد بالتعرف ربط الصوت بالرمز المكتوب والتحليل البصري لأجزاء الكلمات، والتمييز بين أسماء الحروف وأصواتها، وأما الفهم فهو محاولة إقامة علاقة بين الألفاظ والمعاني للتوصل إلى إدراك الوحدات الفكرية للنص والتنظيم الذي اتبعه الكاتب، واستنتاج الأفكار العامة.

وللقراءة نوعان؛ هما:
1- القراءة المكثفة، وفيها يُعنى المعلم بتنمية قدرة الطالب على الفهم التفصيلي لما يقرؤه وتحسين مهارة القراءة الجهرية لديه من نطق صحيح للأصوات والكلمات، وزيادة معدل السرعة في تقديم أداء صوتي سليم ومعبر يعينه على استنباط المعنى وفهم العبارات.

2- القراءة الموسعة، وتعتمد على قراءة نصوص طويلة يطالعها الطالب خارج الصف بتوجيه من المعلم، وتناقش أهم أفكارها داخل الصف؛ لتعميق الفهم، وبذلك يتجرأ الطالب على اختيار ما يريد من الكتب وقراءة محتواه، وفهم قضاياه الرئيسية والاستعانة بالمدرس في استيضاح ما تعذر عن طريق النقاش الموسع في قاعة الدرس.

وأما القراءة من حيث شكل الأداء فتنقسم إلى: قراءة صامتة يستخدم الطلاب فيها أعينهم لمطالعة النص، وتكوين تصور مبدئي يساعد على معرفة ما يدور حوله، والقسم الثاني هو القراءة الجهرية، وفيها ينطق الطالب الرموز الصوتية المكتوبة، ويميز كل وحدة عن تاليتها، ويحدد بدايات الجمل ونهاياتها؛ ليتمكن من تحليل النص إلى أجزاء، ويربط بينها بعلاقة معنوية.

رابعًا: مهارة الكتابة:
يأتي دور مهارة الكتابة متأخرًا في تدريس مهارات اللغة؛ لأنها تمثل المحصلة النهائية لما استوعبه الطالب واختزنه من العناصر اللغوية، فهو سيخط بقلمه ما استمع إليه، وتحدث عنه بالتدريب على رسم الحروف العربية مفردة أو موصلة في مواضعها المختلفة من الكلمة، ووضع الحركات، ومعرفة كيفية التهجئة، ووظائف علامات الترقيم، وبقية القواعد المتعلقة بالجانب الشكلي لعملية الكتابة، والذي قد يتسبب إسقاطه أحيانًا في حدوث لبس في المعنى، أما الجانب العقلي للكتابة، فهو يختص بالمعرفة الجيدة بالألفاظ ومعانيها، وقواعد النحو والتراكيب.

مجالات مهارة الكتابة الآلية:
أ) نقل الكلمات التي يراها على السبورة في الدفاتر نقلاً صحيحًا.
ب) نقل المادة اللغوية من الكتاب المقرر إلى دفتر الواجبات المنزلية.
ج) أداء مهارة الكتابة عن طريق الإملاء للتأكد من قدرة الطلاب على إتقان الشق الآلي للكتابة.
د) استخدام الكتابة في التعليق على الصور، والقصاصات التي قد يدون فيها الطالب سؤالاً أو ملاحظة.
هـ) ملء النماذج والأوراق الرسمية (طلب التحاق أو الحصول على منحة دراسية أو.....).
و) صياغة الإعلانات واللافتات.
ز) تلخيص النصوص المقروءة تلخيصًا وافيًا.

أما النوع الثاني للكتابة، فهو ما يمكن أن نسميه الكتابة الإبداعية، وفيها يكون الطالب أكثر تحررًا من قيود الكتابة الآلية، فلديه الحرية في اختيار الموضوع الذي يرغب في التعبير عنه بقلمه، ويقوم بوضع الأفكار العامة والخاصة له، ويوظف عناصر اللغة لإنشاء ذلك البنيان اللغوي الذي يعبر في النهاية عن شخصيته.


Admin
Admin

المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 26/08/2014

https://jaludedu.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى